يا جماعة الخير أنا كنت عطلان من شوية على طريق اسكندرية الصحراوي، بس مش دي المشكلة، المشكلة إن وأنا واقف جنب العربية في شخص جالي، اتخضيت في الأول قولت حد جي يثبتني ولا حاجة بس طلع شخص جي يساعدني، تقريبًا شافني عطلان على الطريق فوقف عربيته ونزلي، وبعدين لقيت صاحبه جي وراه، وبصوا معايا على العربية.
بدأوا يبصوا معايا ع العربية وكل ما كنا نحتاج عدة ولا حاجة كان حد منهم يروح يجيبلي عدة ويجي، بس مكنتش راضية تدور برضو، بدأوا يقولولي تعالى معانا نشوف ميكانيكي ولا يوصلوني وأجي أشوفها بكره الصبح، بس أنا كنت رافض، اسيبها ازاي في نص الطريق كده تتاخد! الغريب إن كان في تصميم منهم إن أروح معاهم بس أنا كنت ثابت على موقفي، يا أشغلها يا أفضل جنبها لحد ما ألاقي طريقة تانية.
طريقتهم في إني أروح معاهم بدأت تبقى عنيفة، لدرجة إني بدأت أقلق، هم عايزين ايه! في حاجة خلتني أركز بعدها كمان، هى أصلا فين العربية الي نزلوا منها! أنا مش شايف أي عربية راكنة جنبي، و.. وحاجة كمان، لما كانوا بيجيبوا العدة أنا مكنتش عارف بيجيبوها منين، كانوا كإنهم بيختفوا ورا التل ده ويرجعوا بيها، الموضوع بدأ يبقى غريب!
– هو.. أنت خايف ليه؟! ما تيجي معانا.. وتجيلها بكره!
نبرته كانت فيها ابتسامة مر..يبة..
– لأ.. أنا.. أنا هخاف ليه يعني؟! عشان مسيبش العربية بس.
القلق كان باين في صوتي، كل ده كان بالنسبالي عادي، لحد ما الشخص التاني قالي..
– طب بص احنا هنعمل محاولة أخيرة، بس لو مشتغلتش.. هتيجي معانا.
بلعت ريقي وهزيت راسي مضطر لإن صيغته كان فيها نوع من التهديد، لحد ما هشوف هعمل ايه، الغريبة بقى وهو بيمد جسمه لقدام عشان يشوف العربية فيها ايه، بطلونه من تحت اترفع حاجة بسيطة، وأكاد أقسم إني شوفت حاجة في رجله أشبه لشعر الحيوانات، رجله مش طبيعية أبدًا! ساعتها جسمي نشف، ولقيت قلبي بينبض بسرعة، هو مين ده! ولا ايه ده؟! أ.. أكيد بيتهيألي، صاحبه التاني قالي..
– مالك!
اتخضيت فقولتله..
– م.. مالي أنا كويس!
رفع حاجبه وقال..
– شايفك بتترعش.. سقعان!
بلعت ريقي وقولتله..
– حاجة زي كده.
أنا مش عارف أعمل ايه! خايف، مر..عوب، أجري؟! هيمسكوني، أصر..خ! مفيش حد هيسمعني، عربيات طايرة بس مش أكتر! يارب العربية تشتغل وامشي، يارب تشتغل يارب، يا..
– للأسف الظاهر مفيش أمل.
قالها عشان قلبي يقع في رجليا، بصولي بصة معناها، هتيجي معانا، أنا خا..يف أروح معاهم، وفي نفس الوقت خا..يف أرفض! نظرة عينيهم مخي..فة، لقتيني بهز راسي، قولت أجاريهم لحد ما أشوف هعمل ايه، ساعتها ابتسموا، وقفلت العربية ومشيت معاهم، هم.. بيمشوا كده ليه! دي مش مشية ناس طبيعية أبدًا، دول كإنهم بيعرجوا! طب.. احنا رايحين فين، أنا مش عارف، أنا خا.. يف، عدينا التل عشان أكتشف إن إحنا رايحين على صحرا، يعني مفيش عربية ولا حاجة، لأ.. لحد هنا وكفاية!
– احنا رايحين فين؟!
واحد منهم رد عليا..
– العربية مركونة قدام شوية بس احنا بنختصر من الحتة دي.
الكدب باين على وشه، أنا مش عارف اعمل ايه! جالي فكرة تكاد تكون ساذجة بس لو اللي في بالي صح فمتهيألي هتنفع، وفي جميع الحالات أنا معنديش حلول تانية، كان ضهرهم للصحرا وهم بيكلموني، فرسمت على عيني ر..عب، كان سهل أعمله في وقت زي ده، وأنا باصص وراهم، عشان واحد منهم يسألني..
– مالك!
فضلت متصنع الخو..ف كإني شايف حاجة وراهم وبعدين قولتلهم..
– أنا شوفت ديب عدى من هنا!
حصلهم حالة فز..ع غريبة، مش منطقية، ولفوا بسرعة وهم بيسألوا في خو..ف.
– فين!
استغليت الفرصة وجريت بأقصى سرعتي، حسيت إن حصلهم لحظة عدم فهم، هو أنا بجري من الديب ولا منهم، طب الديب فين! فضلوا في الحالة دي لحد ما وصلت للطريق، بصيت عليهم لقيت عينهم كإنها بتنور زي القطط، بتلمع في غض..ب! سامع صوت كلاكسات العربيات الي بتتفاداني، فضلت اشاور لأي عربية عشان تقف، مفيش حد راضي يقف، بدأوا يقربوا ناحيتي، حد يقف! مفيش، جايين، بمشيتهم الغريبة المخي..فة! كإنهم بيختفوا ويظهروا! ولا ده بسبب الضلمة مش عارف! حد يقف أرجوكم! عربية وقفت..
– بعد.. بعد إذنك، أنا عطلان ع الطريق، ممكن تاخدني في سكتك!
فكر شوية لثواني، شايفهم فيها بيقربوا..
– اركب.
ركبت، كانوا بيقربوا ناحيتنا، لقيته بيشاور عليهم وهيسألني عليهم فضر..خت فيه..
– اطلع!
طلع ساعتها لما شاف الخو..ف في عيني، عشان نبعد عن المكان الغريب ده واشوفهم واقفين ورا، باصين عليا، شرحتله كل حاجة، مش قادر أصدق الي حصل معايا ولو حد حكالي مش هصدقه، مش عارف الاتنين دول كانوا عايزين مني ايه ولا هم عبارة عن ايه أصلا، أنا بحكي الموقف ده عشان أنصح أي حد، لو عطلت على الطريق متثقش في أي حد يقولك هاجي أساعدك، ولو حصل وجه ساعدك ومتصلحتش وقالك تعالى معايا أوصلك، أوعى.. تروح معاه، عشان الله أعلم ايه الي ممكن يحصل ساعتها لو سمعت كلامه.. وروحت معاه.
#على_الطريق
#محمد_عبد_القوي